بسم الله الرحمن الرحيم
الأخبار - 02/08/2008م - 2:59 ص
تعيش "إسرائيل" هاجساً جديداً بعد عملية تبادل الأسرى مع حزب الله؛ ويتركز البحث الآن على ما يسمّيه الإسرائيليون "كسر التوازن من خلال تسلح حزب الله بمضادات فعالة لسلاح الجو الإسرائيلي".
ودعت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أمس "الحكومة والجيش الإسرائيليين الى تحرك فوري لمواجهة إقدام حزب الله على ما سمّته "تحطيم التوازن" والتزود بمنظومات مضادة للطائرات تشكل تهديداً لسلاح الجو الإسرائيلي"؛ مشيرة الى "أن سلاحاً كهذا يمثل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه؛ وعلى "إسرائيل" أن لا تنتظر الحكومة الجديدة لتتحرك". وأوردت الصحيفة ما كتبه مراسلها للشؤون العسكرية "أليكس فيشمان"؛ بـ"أن المسألة تتعلق بقنبلة موقوتة حقيقية تستلزم عدم انتظار قائد جديد أو حكومة أخرى؛ لأنها قد تدفع بالمنطقة الى مواجهة مسلحة خلال فترة زمنية قصيرة"؛ مشيراً الى أن "المسألة الأكثر إلحاحاً على جدول الأعمال الأمني في "إسرائيل"؛ ليست كميات الصواريخ أو العودة المكثفة لعناصر الحزب الى جنوب لبنان أو المدينة التي يقيمها تحت الأرض؛ بل هي التهديد لحرية الطيران الإسرائيلي في أجواء لبنان؛ ما يعني أن حلقة الأمان في القنبلة قد انتزعت؛ ومن يستطيع إعادتها الى مكانها هم السوريون". ورأى فيشمان أنه "في الوقت الذي يربت فيه "أولمرت" علانية كتف السوريين لدفع المفاوضات قدماً؛ يتهم وزير الحرب الإسرائيلي "إيهود باراك" من واشنطن سوريا بالمسؤولية عن الوضع الحساس الناشئ في الجبهة الشمالية؛ (ما يعني) أن السوريين يمسكون بالعصا من طرفيها؛ فمن جهة يرسلون رسائل عن تسوية مع "إسرائيل"؛ ومن جهة أخرى يدفعون لبنان نحو انفجار آخر"؛ حسب زعمه. ومن جهة ثانية ناقش "فيشمان" التصريحات الأخيرة لـ" باراك"؛ التي شدد فيها على إمكان "كسر التوازن الحساس القائم في لبنان"؛ من خلال نقل وسائل قتالية متطورة من سوريا الى حزب الله؛ متسائلاً عن "قصد باراك؛ وما هي هذه الأسلحة التي يمكنها كسر التوازن !؟!"؛ ليجيب بـ"أن ذلك يتمثل في وصول أسلحة مضادة للطائرات؛ كما يثار في تقارير لوسائل إعلام أجنبية؛ لكن الحزب يدرك أن ذلك اجتياز للخطوط الحمراء بالنسبة لـ"إسرائيل"؛ بحسب زعمه. ويكمل قائلاً: "مثل هذه الأسلحة الموجودة لديه تعني المس المباشر والصارخ بالمصالح الإسرائيلية؛ الأمر الذي يطلق عليه "باراك" وصف "تحطيم التوازن الحساس"؛ ويرى أنه يمثّل خطورة حقيقية جدية"؛ وهو ما أبلغه لنائب الرئيس الأميركي "ديك تشيني". وعن مبررات الخروق التي يقوم بها سلاح الجو الإسرائيلي للأجواء اللبنانية؛ أشار "فيشمان" الى أن "متابعة سلوك حزب الله؛ لا تشبه جمع المعلومات الإستخبارية عن جيش نظامي خاضع لحكومة رسمية؛ مثل الجيش السوري؛ ذلك أن حزب الله هو تنظيم ذو نشاطات سرية في الأغلب؛ وأهدافه ليست أهدافاً عسكرية واضحة؛ وجمع المعلومات عنه يجب أن يكون مستمراً؛ سواء من ناحية بناء قوته العسكرية أو من ناحية إعداد بنك للأهداف والمتابعة اليومية لشخصيات بعينها؛ وجزء أساسي من ذلك يتم من خلال الجو؛ وإذا نجح حزب الله في إدخال بطاريات صواريخ مضادة للطائرات الى لبنان؛ خلافاً لصواريخ الكتف الموجودة لديه اليوم؛ فإن على الجيش والحكومة أن يترددا في المخاطرة عند قرارهما بشأن أية عملية في لبنان؛ جواً أو براً. في مثل هذا الواقع سيضطر سلاح الجو الى تغيير أساليبه في الطيران؛ وقدرته على جمع المعلومات ستتضرر. وإذا أبعدت "إسرائيل" نظرها عن لبنان لشهر؛ فقد تجد هناك فجأة: فرقة من حرس الثورة الإيراني". وبحسب "فيشمان" فإن حزب الله يرى أن التمكن من التصدي لسلاح الجو الإسرائيلي هو إحدى عبر "حرب لبنان الثانية"؛ ولذلك "صرف مبالغ ضخمة في بناء تحصينات في باطن الأرض وفي تخزين الصواريخ وإقامة منظومة سيطرة وتحكم تحت الأرض؛ ومن الممكن الافتراض أن حزب الله أخذ يتطلع إلى الحصول على منظومات مضادة للطائرات تتيح له عرقلة تحركات سلاح الجو في أجواء لبنان". ولمّح إلى أن نوعية هذه المنظومات "تراوح بين طرازين من تصنيع روسي هما: أس أي 8؛ الموجودة بحوزة السوريين وأس أي 15؛ وهي أحدث من الأولى ويمتلكها الإيرانيون؛ والمنظومتان من النوع المحمول على مجنزرات مجهزة برادارات مستقلة يمكنها كشف الأهداف الجوية واستهدافها تلقائياً وفوراً