=black[color=red]]بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة من حياة الإمام موسى الكاظم عليه السلام
مـولـده عليه السلام:
ولد بالأبواء (الأبواء: قرية أعمال القرع من المدينة ، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وثلاثون ميلاً. "انظر:معجم البلدان1: 79) لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشرين ومائة.
امه أم ولد يقال لها حميدة البربرية ويقال لها حميدة المصفاة.
كنـيـته:
أبو الحسن ، وهو أبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم، وأبو علي، ويعرف بالعبد الصالح، والكاظم.
دلالاتــه :
محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن هشام بن سالم قال: كنّا بالمدينة ـ بعد وفاة أبي عبدالله عليه السلام ـ أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق، والناس مجتمعون على عبدالله بن جعفر، فدخلنا عليه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مائتي درهم خمسة دراهم. قلنا: ففي مائة؟ فقال: درهمان ونصف. قال: فخرجنا ضلاّلاً، ما ندري إلى أين نتوجه وإلى من نقصد، نقول: إلى المرجئة، إلى القدريّة، إلى المعتزلة، إلى الخوارج، إلى الزيديّة؟ فنحن كذلك إذ رأيت شيخاً لا أعرفه يومئ إليّ بيده، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر المنصور، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر بن محمد عليهم السلام الناس، فيؤخذ فتضرب عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت للأحول: تنحّ، فإنّي خائف على نفسي وعليك، وإنّما يريدني ليس يريدك. فتنحّى عنّي بعيداً.
وأتبعت الشيخ، وذلك أنّي ظننت لا أقدر على التخلّص منه، فما زلت أتبعه حتّى ورد على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثمّ خلاّني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: أدخل رحمك الله، فدخلت فإذا أبوالحسن موسى عليه السلام، فقال لي ابتداءً منه: «إليّ لا إلى المرجئة، ولا إلى القدريّة، ولا إلى المعتزلة، ولا إلى الخوارج، ولا إلى الزيديّة».فقلت: جعلت فداك، مضى أبوك؟ قال: «نعم». قلت: مضى موتاً؟ قال: «نعم».قلت: فمن لنا بعده؟ قال: «إن شاء الله أن يهديك هداك». قلت: جعلت فداك، إنّ عبدالله أخاك يزعم أنه إمام من بعد أبيه.فقال: «عبدالله يريد أن لا يُعبد الله». قلت: جعلت فداك، فمن لنا بعده؟ قال: «إن شاء الله أن يهديك هداك». قلت: جعلت فداك، فأنت هو؟قال: «لا، ما أقول ذلك». قال: فقلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، ثمّ قلت له: جعلت فداك عليك إمامٌ؟ قال: «لا». قال: فدخلني شيء لا يعلمه إلاّ الله تعالى إعظاماً له وهيبة، ثمّ قلت: جعلت فداك، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال: «سل تخبر ولا تذع، فإن أذعت فهو الذبح». قال: فسألته فإذا بحر لا ينزف قلت: جعلت فداك، شيعة أبيك ضُلاّل فألقي إليهم هذا الأمر وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت عليّ الكتمان. قال: «من آنست منه رشداً فألق إليه وخذ عليه الكتمان، فإن أذاع فهو الذبح» وأشار بيده إلى حلقه.
معجـزاتـه:
وروى عبدالله بن إدريس، عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثياباً أكرمه بها، وكان في جملتها درّاعة خزّ سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب، وتقّدم عليّ بن يقطين بحمل تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى عليه السلام، وأضاف إليها مالاً كان أعدّه على رسم له في ما يحمله إليه من خمس ماله، فلمّا وصل ذلك إلى أبي الحسن عليه السلام قبل المال والثياب وردّ الدرّاعة على يد غير الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه: «احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه» فارتاب عليّ بن يقطين بردّها عليه ولم يدر ما سبب ذلك، فاحتفظ بالدرّاعة. فلمّا كان بعد أيّام تغّير ابن يقطين على غلام له كان يختصّ به فصرفه عن خدمته، فسعى به إلى الرشيد وقال: إنّه يقول بإمامة موسى بن جعفر ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة، وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا. فاستشاط الرشيد غضباً وقال: لأكشفنّ عن هذه الحال، وأمر بإحضار علي بن يقطين فلمّا مثل بين يديه قال: ما فعلت بتلك الدّراعة التي كسوتك بها؟ قال: هي يا أمير المؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب، وقد احتفظت بها، وكلّما أصبحت فتحت السفط ونظرت إليها تبركاً بها وأقبّلها وأردّها إلى موضعها، وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك، فقال: ائت بها الساعة، قال: نعم. وأنفذ بعض خدمه فقال: امض إلى البيت الفلاني وافتح الصندوق الفلاني وجئني بالسفط الذي فيه بختمه، فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوماً ووضع بين يدي الرشيد، ففكّ ختمه ونظر إلى الدرّاعة مطويّة مدفونة بالطيب، فسكن غضب الرشيد وقال: أرددها إلى مكانها وانصرف راشداً، فلن أُصدق عليك بعدها ساعياً، وأمر له بجائزة سنيّة، وأمر بضرب الساعي ألف سوط، فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك(إرشاد المفيد2: 225، وباختصار في الخرائج والجرائح1: 334|25،والمناقب لابن شهرآشوب4: 289،ونحوه في دلائل الإمامة:158،والفصول المهمة236).
سـجنـه عليه السلام:
ذكروا: أنّ الرشيد قبضه عليه السلام لمّا ورد إلى المدينة قاصداً للحجّ، وقيّده واستدعى قبّتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبّة الأخرى على بغل آخر، وخرج البغلان من داره مع كلّ واحد منهما خيل، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبّتين على طريق البصرة، وبعضها مع الأخرى على طريق الكوفة، وكان عليه السلام في القبة التي تسير على طريق البصرة ـ وإنّما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الخبر ـ وأمر أن يُسلّم إلى عيسى بن جعفر بن المنصور فحبسه عنده سنة، ثمّ كتب إليه الرشيد في دمه فاستعفى عيسى منه، فوجّه الرشيد من تسلّمه منه، وصيّر به إلى بغداد، وسلّم إلى الفضل بن الربيع وبقي عنده مدّة طويلة، ثمّ أراده الرشيد على شيء من أمره فأبى فأمر بتسليمه إلى الفضل بن يحيى، فجعله في بعض دوره ووضع عليه الرصد، فكان عليه السلام مشغولاً بالعبادة، يحيي الليل كلّه صلاة وقراءة للقرآن، ويصوم النهار في أكثر الأَيّام، ولا يصرف وجهه عن المحراب، فوسّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه.
فبلغ ذلك الرشيد وهو بالرقّة فكتب إليه يأمره بقتله، فتوقّف عن ذلك، فاغتاظ الرشيد لذلك وتغّير عليه وأمر به فأدخل على العبّاس بن محمد وجرّد وضرب مائة سوط، وأمر بتسليم موسى بن جعفر عليهما السلام إلى السندي ابن شاهك.
اسـتشـهاده مسـموماً
وبلغ يحيى بن خالد الخبر، فركب إلى الرشيد وقال له: أنا أكفل بما تريد، ثمّ خرج إلى بغداد ودعا بالسندي وأمره فيه بأمره، فامتثله وسمّه في طعام قدّمه إليه ويقال: إنّه جعله في رطب أكل منه فأحسّ بالسّم، ولبث بعده موعوكاً ثلاثة أيّام، ومات عليه السلام في اليوم الثالث.
دفـنـه عليه السلام:
ولما استشهد صلوات الله عليه أدخل السنديّ عليه الفقهاء ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عديّ، فنظروا إليه لا أثر به من جراح ولا خنق، ثمّ وضعه على الجسر ببغداد، وأمر يحيى بن خالد فنودي: هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنّه لا يموت قد مات فانظروا إليه، فجعل الناس يتفرّسون في وجهه وهو ميّت، ثمّ حمل فدفن في مقابر قريش، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والأَشراف من الناس قديماً(انظر:عيون أخبار الرضا عليه السلام1: 85|10،إرشاد المفيد2: 239،الغيبة للطوسي28|ضمن حديث6،روضة الواعظين:219،المناقب لابن شهرآشوب4: 327،مقاتل الطالبيين:502،الفصول المهمة239).
وروي: أنّه عليه السلام لمّا حضرته الوفاة سأل السندي بن شاهك أن يحضره مولى له مدنيّاً ينزل عنه دار العبّاس في مشرعة القصب ليتولّى غسله وتكفينه، ففعل ذلك. قال السندي بن شاهك: وكنت سألته أن يأذن لي في أن أكفّنه فأبى وقال: «أنّا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا، وعندي كفني وأريد أن يتولّى غسلي وجهازي مولاي فلان» فتولّى ذلك منه(إرشاد المفيد2: 243،الغيبة للطوسي:28|ضمن حديث6،كشف الغمة2: 234،مقاتل الطالبيين:504،الفصول المهمة:240).
وقيل: إن سليمان بن أبي جعفر المنصور أخذه من أيديهم وتولّى غسله وتكفينه، وكفّنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمسمائة دينار، مكتوب عليها القرآن كلّه، ومشى في جنازته حافياً مشقوق الجيب إلى مقابر قريش فدفنه هناك(كمال الدين1: 39،المناقب لابن شهرآشوب4: 328).
منقووول
نسالكم الدعاء